إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

الأمطار الغزيرة في شرق إفريقيا تجبر آلاف اللاجئين على مغادرة مساكنهم

إيجازات صحفية

الأمطار الغزيرة في شرق إفريقيا تجبر آلاف اللاجئين على مغادرة مساكنهم

3 مايو 2024 متوفر أيضاً باللغات:
بوروندي. الفيضانات الخطيرة في بوروندي تتسبب بالدمار.

تعيش نيزيا نسانانيكي، وهي امرأة بوروندية من حي كاجاغا في العاصمة بوجومبورا، مع زوجة ابنها بعد أن دمر الفيضانات منزلها.

لا يزال آلاف الأشخاص، بمن فيهم لاجئون، محاصرين وسط الأمطار الغزيرة المستمرة الهطول والناجمة عن ظاهرة "النينيو" والفيضانات الشديدة التي تجتاح شرق إفريقيا.

وتعبر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها البالغ بشأن اضطرار آلاف اللاجئين وغيرهم من النازحين إلى الفرار مرة أخرى للنجاة بحياتهم بعد أن جرفت المياه منازلهم.

وفي كينيا، نزح ما يقرب من 20 ألف شخص في مخيمات داداب للاجئين - والتي تستضيف أكثر من 380 ألف لاجئ - بسبب ارتفاع منسوب المياه، والعديد منهم من بين أولئك الذين وصلوا خلال العامين الماضيين بعد فرارهم من الجفاف الشديد في الصومال المجاورة. ويقيم حالياً حوالي 4,000 شخص في ست مدارس تعرضت مرافقها لأضرار جسيمة، فيما يقيم آخرون مع الأصدقاء أو الأقارب في أجزاء أخرى من المخيم. انهارت العديد من المراحيض، وهو ما قد يعرض اللاجئين لخطر الإصابة بالأمراض القاتلة التي تنقلها المياه.

وفي بوروندي، يعيش حوالي 32,000 لاجئ – أي ما يقرب من نصف عدد اللاجئين في البلاد – في المناطق المتضررة من الفيضانات، ويحتاج 500 منهم إلى مساعدة عاجلة. وفي العاصمة بوجومبورا، اضطرت الأسر اللاجئة والعديد من البورونديين، بما في ذلك كبار السن، إلى الانتقال إلى أماكن أخرى عدة مرات مع استمرار ارتفاع منسوب المياه. وتتزايد صعوبة الحصول على الغذاء والضروريات الأخرى مع غلاء الأسعار بسبب الرسوم المرتفعة لاستخدام الزوارق التي تنقل البضائع. وقد توقف التعليم بعدما أغرقت مياه الأمطار الصفوف الدراسية وأتلفت المواد التعليمية. وخارج بوجومبورا، أفادت التقارير أن إيجارات المنازل تضاعفت، مما جعل انتقال العديد من أسر اللاجئين إلى أماكن أخرى أمراً مكلفاً للغاية، ولم يترك لهم خياراً سوى البقاء في منازلهم المغمورة بالمياه. كما تضررت أيضاً بلدة نيانزا لاك في مقاطعة ماكامبا، وهي المنطقة التي استقبلت 25,000 لاجئ بوروندي عائدين إلى ديارهم في السنوات القليلة الماضية.

وتشمل البلدان الأخرى في المنطقة التي يعتبر اللاجئون والنازحون فيها من بين الأكثر تضرراً الصومال، حيث اضطر أكثر من 46,000 نازح داخلياً في خمسة مواقع في جنوب البلاد إلى الانتقال إلى أماكن أخرى بسبب الفيضانات المفاجئة، وتنزانيا، حيث يعيش أكثر من 200,000 لاجئ معظمهم من جمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي ويقطنون في مخيمي نياروغوسو وندوتا. وقد لحقت أضرار بالمآوي داخل المخيمين، مما أثر على نحو 200 أسرة. كما غمرت المياه مؤخراً مكتب المفوضية في كيغوما.

تعمل المفوضية بشكل وثيق مع السلطات المحلية والشركاء، وذلك لتعجيل نقل المساعدات الضرورية وتوفير خدمات الحماية للاجئين والمجتمعات المتضررة التي تعيش في مناطق مجاورة.

في كينيا، نعمل على تزويد اللاجئين بمواد الإغاثة مثل القماش المشمع والناموسيات ومواد النظافة الشخصية النسائية والصابون والأوعية، مع إيلاء اهتمام خاص لكبار السن والأشخاص من ذوي الإعاقة. نحن نساعد العائلات على الانتقال إلى مواقع أكثر أماناً حتى تنحسر المياه. أما في بوروندي، وكجزء من جهود الاستجابة المشتركة بين الوكالات التي تقودها الحكومة، سوف توفر المفوضية مجموعات المأوى والمساعدة النقدية للاجئين. الآلاف من اللاجئين البورونديين السابقين الذين عادوا إلى بلادهم هم من بين أولئك الذين حصلوا على الأولوية من حيث الدعم. وفي تنزانيا، نعمل مع شركاء محليين لإعادة تأهيل مآوي اللاجئين. وفي الصومال، يتم تقديم مساعدات الحماية الحيوية والمواد الأساسية إلى الأسر النازحة داخلياً.

يتسبب تغير المناخ في جعل أجزاء كثيرة من العالم ــ وخاصة في المناطق الهشة مثل شرق إفريقيا والقرن الإفريقي ــ غير صالحة للسكن شيئاً فشيئاً. فالعواصف باتت أكثر تدميراً، وأصبحت حرائق الغابات من الأمور الشائعة، تتزايد حدة الفيضانات والجفاف. بعض هذه التأثيرات لا يمكن الوقوف في وجهها ويخشى أن تستمر بالتفاقم، ويتحمل اللاجئون والنازحون وطأتها.

وتظهر هذه الفيضانات الثغرات القائمة في مجال التأهب والاستجابة المبكرة. ولا يصل التمويل المتاح لمعالجة التأثيرات الناجمة عن تغير المناخ إلى النازحين قسراً، ولا إلى المجتمعات التي تستضيفهم. ومن دون المساعدة في مجال الاستعداد للظواهر المرتبطة بالمناخ ومواجهتها والتعافي منها، فإنهم يواجهون خطراً متزايداً من نشوء أوضاع إضافية من النزوح.

في أبريل 2024، أطلقت المفوضية أول صندوق لها على الإطلاق لمواجهة تغير المناخ، وذلك لتعزيز الحاجة إلى بناء قدرة اللاجئين والمجتمعات النازحة ومضيفيهم على الصمود في مواجهة الشدة المتزايدة للظواهر الجوية القاسية والمرتبطة بتغير المناخ.